درس الرسول صلى الله عليه وسلم يناجي ربه-الطائف الإسراء والمعراج للسنة الثانية إعدادي

درس الرسول صلى الله عليه وسلم يناجي ربه ، الطائف ،الإسراء والمعراج للسنة الثانية اعدادي في مادة التربية الاسلامية

درس الرسول صلى الله عليه وسلم يناجي ربه-الطائف الإسراء والمعراج

درس الرسول صلى الله عليه وسلم يناجي ربه-الطائف الإسراء والمعراج

درس الرسول صلى الله عليه وسلم يناجي ربه-الطائف الإسراء والمعراج

الوضعية المشكلة:

تمكن صديقك أحمد من التفوق والنجاح في عمله، محققا أرباحا مهمة، وبدلا من أن يناجي ربه ويشكره على عطاءه، تولى واستكبر وفجر، فلما أنكرت عليه فعله وطلبت منه اللجوء إلى الله بالدعاء والمناجاة والشكر، رد عليك قائلا: المناجاة لا تكون إلا عند الشدائد والمحن.

ü     فما رأيكم في تصرف أحمد؟

ü     وهل توافقونه الرأي؟

ü     وهل المناجاة فعلا لا تكون إلا عند المحن؟

النصوص المؤطرة للدرس:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ»، قَالَ: «فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ»، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».

[صحيح البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: إذا قال أحدهم أمين]

قراءة النصوص ودراستها:

I – توثيق النصوص والتعريف بها:

1 - التعريف بعائشة رضي الله عنها:

عائشة رضي الله عنها: هي عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق أبي بكر رضي الله عنهما، إحدى زوجات النبي ﷺ، ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة، تزوجها الرسول ﷺ وهي صغيرة السن، روت أحاديث كثيرة عن النبي ﷺ، وخاصة ما يتعلق بحياة الرسول ﷺ الشخصية، كانت من أفقه الصحابة وأعلمهم بالأحكام، توفيت رضي الله عنها سنة 58 هـ.

II – نشاط الفهم وشرح المفردات:

1 – شرح المفردات والعبارات:

-     الطائف: مدينة تبعد عن مكة بحوالي 100 كلم.

-     الأخشبين: الجبلين.

-     أصلابهم: نسلهم.

-     قرن الثعالب: مكان يقع جنوب مكة..

2 – مضامين النصوص الأساسية:

Œ ذكره ﷺ ما لقي من أهل الطائف، وبيان رحمته بأمته.

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – مفهوم المناجاة وأسباب توجهه ﷺ الى الطائف:

1 - مفهوم مناجاة الله تعالى:

المناجاة: لغة: ناجى فلانا: أي ساره بما في قلبه من أسرار أو مشاعر، وخصه بالحديث. وشرعا: أن تنادي الله تبارك وتعالى بكلام في السر لا يطلع عليه أحد إلا هو سبحانه، من أجل التقرب منه عز وجل، والتخفيف عن النفس، وطلب قضاء حوائج الدنيا والآخرة.

2 – أدب مناجاة الله تعالى:

المناجاة سلوك تعبدي يلجأ إليه المؤمن في جميع الأحوال خاصة وقت الشدائد، وتبدأ بالثناء على الله عز وجل، وذكر محامده وصفاته العلا، وشكره على نعمه، والصلاة على نبيه ﷺ، ثم الإفصاح عن الشكوى ومواطن الضر، وتحديد الحاجة المطلوبة.

3 - أسباب توجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف:

ü     وفاة أبي طالب حصنه وملاذه من البشر.

ü     وفاة خدیجة رضي الله عنها قرة عینه وأكبر أنصار الدعوة.

ü     تسلط قریش وتضاعف الأحزان والهموم على قلب النبي ﷺ.

ü     طلب النصرة والتأیید والبحث عن فضاء جدید للدعوة.

ü     حرص الرسول ﷺ على هدایة الناس.

ü     الاستمرار في دعوة الإسلام وعدم الیأس.

4 - موقف أهل الطائف من دعوة الرسول ﷺ:

تلقى أهل الطائف دعوة الرسول ﷺ بالرفض والإنكار، فطردوه ورموه بالحجارة حتى سالت الدماء من قدميه الشريفتين، فشعر ﷺ بحزن شديد لما لاقاه من أهل الطائف.

5 - موقف النبي ﷺ من أهل الطائف:

رغم كل الأذى الذي تعرض له ﷺ من أهل الطائف فإنه كان رحيما بهم فلم ينتقم منهم، ولم يطلب من الله أن يعاقبهم، وإنما طلب لهم الهداية من خلال الدعاء المشهور «اللَّهمَّ إليك أشكو ضَعْف قوَّتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على النَّاس، يا أرحم الرَّاحمين، أنتَ ربُّ المستضعفين وأنت ربِّي، إلى من تَكِلُني؟ إلى بعيدٍ يتجهَّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملَّكْتَه أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي، ولكنَّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الَّذي أشرقَتْ له الظُّلمات، وصلحَ عليه أمر الدُّنيا والآخرة مِن أن تُنْزِل بي غضبك، أو يحلَّ عليَّ سخطك، لك العُتْبَى حتَّى ترضى، ولا حول ولا قوَّة إلا بك».

II – معجزة الإسراء والمعراج ومناجاته صلى الله عليه وسلم ربه فيها:

1 – مفهوم الإسراء والمعراج:

أ - مفهوم الإسراء:

الإسراء: لغة: المشي ليلا. وشرعا: هي تلك الرحلة الأرضية وذلك الانتقال العجيب الخارج عن مقدور البشر، التي أكرم الله بها نبيه ﷺ من المسجد الحرام بمكة المكرمة بطريقة معجزة راكبا على البراق صحبة جبريل عليه السلام إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس وصلى إماما بالأنبياء عليهم السلام.

ب - مفهوم المعراج:

المعراج: لغة: من العروج، وهو الصعود في السماء. وشرعا: العروج بالنبي ﷺ من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا، ورأى الجنة، والنار، وفرضت عليه الصلاة، وقد ناجى ﷺ ربه لتخفيف عدد الصلوات المفروضة على أمته رحمة بها، فاستجاب الله تعالى له، فصارت الصلوات خمسا في العدد، وخمسين في الأجر.

2 - الحكمة من الإسراء والمعراج:

ü     إيناسا للنبي ﷺ بعد عام الحزن، وما لقيه في الطائف من الأذى.

ü     امتحانا واختبارا وتمحيصا لنفوس المسلمين الذين يعدهم الله للهجرة.

ü     رؤيته ﷺ لإخوانه من الأنبياء الذين عانوا قبله في دعوة الناس.

استنتاج:

تعد المناجاة والتضرع قمة الإخلاص لله تعالى، كیف لا وفیها تأس بالنبي الكریم ﷺ الذي ناجى ربه في كل الأحوال وفي السراء والضراء، فواجبي امتثال أوامر ربي والسیر على خطى نبیه ﷺ.